ستبكيه نجد في الصباح وفي المسا ... وتندب شهمًا للكروب يقشع
بريدة تبكي عزها وفخارها ... فيا سؤتًا كيف الثرى فيه يودع
لأن كان أمسى في الضريح مقامه ... فقد طالما ينعي وذكراه ترفع
فما كان فينا ظله وبقاؤه ... سوي الأمن مما شره يتوقع
لقد كان والي المسلمين يخصه ... بتدبير آراء بها ظلٌ ينفع
ونقض وإبرام وحل مشاكلٍ ... بها ضلت الأفكار والندب يبرع
لقد كان فخرًا للبلاد وأهلها ... فحسبك من ذكراه عزٌ ومرفع
وقد أصبحت تنعاه في فقد ذاته ... رياضٌ بها عادت قفارًا وبلقع
أبوها فلا ننساه في كل شدةٍ ... لها بعد مولانا لقد ظل يدفع
عليه سلام الله ما حنَّ راعد ... وما لاح في الآفاق برقٌ يلمع
ولا زال غفران الإله لروحه ... ولله أولى بالجميل وأوسع
وأزكى صلاة الله ثم سلامه ... على المصطفى من في القيامة يشفع
محمد الهادي وآلِ وصحبه ... وأتباعهم ما لاح في الشرق طلع
وكانت وفاته في 3 ذي القعدة ظهرًا، فصليَّ عليه بعد العصر في جامع بريدة ودفن في المقبرة الجنوبية المعروفة باسم فلاجة، وأصيبت الأمة به وبكاه المسلمون.
هذا هو حفيد والد الأسرة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وكان المترجم توفي شابًا رحمة الله عليه، وهذه ترجمته:
هو الزاهد الورع المجدّ المجتهد في طلب العلم، العفيف الناسك، الذكي الفاضل، وسلالة الأكرمين الأفاضل محمد بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، ولد في آخر سنة 1339 هـ، فنشأ في حجر والده الشيخ القاضي عبد الله بن محمد، وأنبته الله نباتًا حسنًا، وكانت أمه أَعرابية، ولما تم له سبع سنين أدخله والده على المؤدب صالح بن محمد الصقعبي فقرأ القرآن وتعلم الكتابة، ثم إنه لازم والده