عبد العزيز طلب شيئًا من المخترعات الحديثة ضد الحرائق، فتنفيذًا لرغبات جلالته الذي ما زال حريصًا على سلامة شعبة ووقايته من كل سوء ومكروه، استقدم وزير المالية عبد الله بن سليمان من أميركا قطعًا متعددة من سيارات الأطفاء الحديثة بكامل أدواتها الحديثة لتستخدمها الأمة في سرعة إخماد الحرائق والإنقاذ منها.
وهذه القطع هي من أحدث ما اخترعته أمريكا، ولا توجد حتى ذلك الوقت في الشرق الأوسط كله، لأنها لعزتها لم تسمح بها أمريكا لغير حكومتنا، ولهذا قام لها استعراض لما قدمت في هذه السنة في ذي الحجة إلى مكة المشرفة، فاخترقت شارع مكة العام من جرول إلى المعابدة مارة بجميع المحلات بشكلها البديع ونظامها الدقيق المتقن فكان لها أحسن وقع في نفوس الجماهير المحتشدة على جاني الطريق من الأهالي والحجاج، ودهشوا لهذا المنظر الرائع الذي لم يشهدوا مثله، فكانوا يصفقون لهذا المنظر.
لما كان في 15/ 12 أقبلت كتائب الجيش العربي السعودي وقوات الشرطة، فقوات أهل الجهاد، وكان ذلك في الساعة الرابعة من يوم الأربعاء المذكور يتقدمها وزير الدفاع صاحب السمو الملكي منصور بن عبد العزيز طيب الله ثراه وأحسن في الجنة منقلبه ومثواه.
وكان ترتيبها في الاستعراض بهذه الصفة، المشاة فالمدرعات فالمصفحات فالمدفعية فالرشاشات فسيارات الإطفاء، وقد كان النظارة يصفقون ويهتفون حماسًا وإعجابًا برجال الجيش العربي السعودي، وقد اطلع سعود المعظم من شرفة القصر، ثم تقدمت أفواج الشرطة فالخيالة، وكانت تتكون من المشاة فالخيالة فسيارات الجيب تحمل رجال التفتيش والمرور، وبعد انتهاء العرض العسكري بدأت العرضة العربية يتقدمها أصحاب السمو الملكي أحفاد جلالة الملك: عبد الله الفيصل، وفيصل بن تركي، والأمير مساعد بن سعود، والأمير محمد بن سعود، والأمير عبد الله بن سعود، وكانت أهازيجهم