الحماسية تشق عنان الفضاء، ورقصاتهم الحربية تدهش المشاهدين وتثير شعور العزة والعظمة في النفوس، وكان في طليعة المشرفين صاحبا السمو الملكي وزير الدفاع منصور بن عبد العزيز، وعبد الله الفيصل، وانطلقت الصيحات من الحناجر تخالط أزيز طلقات البنادق وهتافات الجماهير وتصفيقهم، وقد ازداد الحماس عندما وصلت الراية المظفرة أمام صاحب السمو الملكي سعود المعظم، وقد أذيعت الحفلة الرائعة بتمامها بواسطة مكبرات الصوت.
وقد كان العرض مسوقًا حمل الشباب على التفكير في طلب الانخراط في سلك العسكرية، وقد قيل في هذه المناسبة خطب وقصائد نورد منها قصيدة الشاعر حسان جلالة الملك أحمد بن إبراهيم الغزاوي، وكان له قصائد جمة تدل على فضله وأدبه، والمذكور عضو في مجلس الشورى، وهذه القصيدة ألقاها في الحفلة الكبرى بمنى بين يدي ولي العهد العظم سعود بن الملك عبد العزيز:
العيد أنت وفيك العيد يأتلف ... والوفد يهتف والنعماء تكتنف
والخيف تبدو به في كل مطلع ... مواكب لك بالتبريك تختلف
بفيضها الحب والإخلاص لا ملق ... فيه ولا رهبة تخشى ولاجنف
من كل أبلج وضاح خلائقه ... كهالة البدر لم يعلق به كلف
كأنهم وضحى الإسلام يغمرهم ... على جوانبك الأملاك إذ وقفوا
قلوبهم بجلال الله خافقةٌ ... وما لهم غير ما يرضى به هدف
تجمعوا من أقاصي الأرض واقتحموا ... عرض البحار ومن الجو واعتسفوا
وأخلصوا في سبيل الله والتمسوا ... منه النجاة وعاذوا فيه وانصرفوا
يا حبذا الحج من أفياء وارفةٍ ... ومن مناسكٍ فيها العز والشرف
وحبذا الأمن مضروبًا سرادقه ... به استقر الهدى واستعصم السلف
وحبذا موكبٌ يحدوا السعود به ... ويستضيء به التاريخ والصحف
* * *