وما السران بدلت قصرًا مشرفا ... وعرشًا وفرشًا بالعرى والنلدد

فما مثل هذا منك إلا لضيقة ... من العيش أو من سوء أخلاق معتد

فقالت رويدا يا أبا عبد إنما ... أضاف بنا ذرعًا شديد التوعد

عرمرم جيش سيق من مصر معنفا ... لهتك أستار النساء ويعتد

ويسبي ذراري الأكرمين جبارة ... وينظم سادات الرحال بمقلد

فقلت لها مهلًا فدونك منهم ... ضروب حماة بالحديد المهند

وضرب يزيل الهام عما ربت به ... ويظهر مكنونات أجواف أكبد

وطعنًا ترى نفذ الأسنة لمعا ... من القوم يعوى جرحها لم يسدد

قفي وانظري يا أم عبد معاركًا ... يشيب لها الولدان من كل أمرد

وإن كنت عنها في البعاد فسائلي ... ففيها أسود من مغيد بمرصد

وفيها ليوث الأزد من كل شيعة ... يصالون نار الحرب حربًا لمعتد

وفيها رئيس عائض حول وجهه ... حياض المنايا أصدرت كل مورد

خليفة عصر للحنيفي مثقف ... لما اعوج منه في حجاز وأنجد

فيالك من يوم الحفير وما بدا ... لريدة من طول القتام مشيد

ويالك من يوم اللحوم سباعه ... شباع وطير الجو تحظى لمشهد

ويالك من أيام نصر تتابعت ... بها من شواظ الحرب ذات التوقد

تطامت رقاب الروم فيها عبوقها ... كاعاق دود للجراد المقدد

فأضحى جثاثًا في البقاع مر كما ... تزعزعه ريح العشية والغد

ويالك من يوم المرار لواؤه ... تقنع بالصرعى به كل مقعد

كان تقحام الشريد وعوره ... قرود نحاها فجاة أعسر اليد

تخرمها نحو الهجير وإنها ... لتعهد منه فري ناب ومفصد

ويا عجبًا من في حبظي وما دنا ... لوادي كسان من قتيل مسند

وفي ربوة الشعبين داهية أتت ... عليهم فما أغنى دفاع بعسجدي

ويوم المقضى قد تقضت أمورهم ... بفاقرة الظهر التي لم تضمد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015