والجمال والحمير تروح وتغدو وفي مكة مطاعم كثيرة وقهاوي ومجالس وأشياء أعدت بكثرة وفيها مطابع للكتب، والصحافة كمجلة الحج، ومجلة المنهل وجريدة البلاد السعودية، وهي أكثر جرائد الحجاز ذيوعًا وأشهرها وتصدر يوميًا وجريدة أم القرى، وهي الجريدة الرسمية للحكومة السعودية وتصدر أسبوعيا وجريدة المدينة المنورة، وفي مكة مكاتب ومراكز وسهرت الحكومة على شئون الحجاج وراحتهم والعناية بهم طيلة إقامتهم بالأراضي المقدسة وتنظيم المشاعر كمنى ومزدلفة وعرفات والجمرات وتوفير المياه وموضع البسط لا تتسع له هذه الأوراق وكانت مكة تسقيها على العموم عين زبيدة.
وإذا سرنا إلى جدة فإن تعبيد طريقها قد ربطها بمكة ولكثرة السيارات بينهما أصبحت مدينة جدة كأنها أحد زوايا مكة وقد توالت القهاوي في الطريق والمراكز والمزارع فأول مركز نمر به الشميسي ثم بحره وكانت قرية ضعيفة ثم أم السلم ثم نصل إلى جدة.
إن جدة تقع في منتصف ساحل البحر الأحمر الشرقي تقريبًا على خط عرض 521 28 ك شمال.
وقد اختلف في أول من اختطها فقيل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه جعلها ميناء لمكة.
وبعضهم يقول أنها موجودة في العصر الجاهلي ويقدر عدد سكانها بمائة وخمسين ألفًا وكانت أزقتها قد تحسنت وتنظمت من حديث ومنازلها منخفضة وعلى جدة مظاهر النظافة وفيها بيوت السفارة القناصل ويرد إليها من البحر الأحمر ثروة بليغة ومستقبلها زاهر، وقد أقيمت فيها بيوت من الحجر والإسمنت واطمئن أهلها لكثرة المياه العذبة فيها بعد ما كانت محرومة منها فقد مدت إليها الحكومة أنابيب من وادي فاطمة بعد ما كانوا يشربون من الكنداسة وإذا سرنا منها إلى المدينة فيوجد في الطريق محطات أهمها رابغ وأبيار بن حصاني والمسيجيد وأبيار علي وهي ذو الحليفة.