جانب كتب السلف ويوجدوا لها كمية لا سيما وفيهم الرجال الأماثل الذين يشهد لهم الوقت بالمثابرة على تجني الأدب واكتسابه.

ألا وإن المسجد الحرام قد احتوى على أروقة رحبة واسعة تحيط ببيت الله الكعبة المعظمة وبئر زمزم ومقام إبراهيم وحواليها المقامات الأربعة إذا ولج المؤمن في ذلك المسجد فليس له التفات إلى الدنيا نشاهد هناك البيت الذي حجه الرسل قبلنا ونطوف به ونمسح أركانه على وفق المشروع ونصلي في جوانب المسجد ونتمتع برؤية الكعبة مليحة اللباس جميلة المنظر فما شئت من سرور وبهجة وفرح وكشف هموم وغموم.

ولقد بذلت الحكومة جهودًا في نظافة المسجد وترميمه وملئ بلمبات الكهرباء حتى أمسى كأن لم تغب الشمس عنه في ليل ولا نهار وتمكن القارئ من أن يقرأ بالكتاب في كل موضع من مواضعه وقد خدم المسجد الشريف بالشرطة الأكفاء لتوطيد الأمن وتنظيم الحجاج والمعتمرين من الرجال والنساء عن الاعتداء بعضهم على بعض وجعل لهم مخفر هناك، ولا يزال عن يمين الحجر الأسود ويساره اثنان على الدوام يتناوبونه بالمرة قد كلفوا بحفظه ورعايته ليلًا ونهارًا فلا يتخلون عنه وإذا جرى تشويش في المسجد الحرام وألجأت الضرورة فإنها تصيح الصافرة للاستغاثة بالدوائر الأخرى فتنهمر العساكر على المسجد كالسيل فما هي إلا لحظة ثم يزول الإشكال.

أما الأغوات فعبيد قائمون على أقدام الجد لمباشرة أعمالهم من التنظيفات والتنظيم وترتيب صفوف الرجال والنساء حوالي الكعبة عليهم آثار الهدوء والسكينة واحدهم خصى لا شهوة معه فلو رأيتهم وهم يقلبون النساء وينظمون صفوفهن بكمال الثقة عليهم قلانس كبار مستطيلة جدًا طوال الأكمام محترمين يرشدون إلى لزوم النظام والهدوء والسكينة، ولقد حرست مكة وضبطت بالعساكر والحرس، ونجد فوق قلاعها مدافع ضخمة قد صوبت إلى البلد أما ما كان من أمر الشحن والذهاب والإياب فإنها لا تزال السيارات والعربات والخيل والبغال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015