أميرها عبد العزيز بن مساعد بن جلوي، وكانت مدينة من أكبر المدن العربية وأجملها، ويقدر سكانها بثمانين ألفًا، وكان أهل تلك الجهات مثل أهل القصيم يكثرون الأسفار والإتجار، ويبارون بالرفاهية أهل الأمصار، وبالبسالة والشجاعة أهل القفار، وهناك قرى عديدة منها قفار، وقبة وبقعاء وسميرا والكهفة وكلها تابعة لحائل.
وإذا سرنا منها شمالًا بغرب واجتزنا النفود الكبرى نصل إلى الجوف جوف آل عمروا، ووادي السرحان التي كانت لعرب الرولة من عنزة، فاستولى عليها ابن رشيد ثم بعد سقوط حائل دخلت في حوزة ابن سعود وقاعدتها الجوف، وأهم قراها سكاكا وكادة وقريات الملح وأثره، وقراقر، وهناك عند الطرف الشمالي من وادي السرحان قريبا من حدود المملكة العربية السعودية الشمالية.
أما ما كان عن عسير وجهاته فنقول:
عسير
يقع أقليمه في الجهة الغربية من المملكة ويحد شمالًا بالحجاز، وجنوبًا باليمن، وشرقًا بنجد، وغربًا بالبحر الأحمر ومساحته خمسون ألف ميل، وسطحه ينقسم قسمين سهول ساحلية تعرف بتهامة عسير فيها أودية خصبة تنبت الحبوب والسمسم والقطن والبن وغير ذلك، ومناخها حار، والقسم الثاني جبلي بعرف بعسير السراة تنحدر من جبالها سيول كثيرة تكسب الأرض خصوبة ومناخها معتدل.
أما أشهر مدن عسير فجيزان على ساحل البحر، وتقع أمامها جزائر فرسان، ومنها صبيا، وكانت بلدة قديمة ومياهها كثيرة ومزارعها واسعة.
أما أبها فهي قاعدة عسير وكانت تعد مركزًا هامًا للمواصلات وطرق القوافل، وقد أقيمت على تل في وسط عسير وجوها معتدل صيفًا وبارد شتاءً.
أما القنفذة فهي أشهر ميناء على الساحل لأقليم عسير، وبينها وبين جده مائتا