ميل جنوبًا، وكذلك بارق وكان واديًا بين بلد القنفذة وبين جبل السراة سكنته بطون من بني بارق بعد خراب السد، وكان غالب قبائل عسير بنو مالك وشهران وبام وبالحرث وسيأتي له بقية تعريف.
أما الحجاز
فإنه أقليم تكثر فيه الحرات وسطحة جبل على العموم والجزء الغربي منه سهول ساحلية ممتدة على ساحل البحر الأحمر ومناخه يختلف باختلاف جهاته ففي الجهات الساحلية حار رطب، وفي المناطق البعيدة عن الساحل حار جاف.
وفي المناطق الجبلية معتدل صيفًا بارد شتاء، وتبلغ مساحته نحوًا من مائة وخمسين ألف ميل مربع، وأغلب القبائل التي تسكنه ثقيف وقريش وجهينة، وحرب وبنو شهر، وبنو سعد وبنو حرث وبنو مالك وغمدان وزهران، وفي الحجاز جميع الموانئ الغربية كميناء جدة وميناء ينبع، والجزء الشمالي والشرقي سهول تكثر فيه الحرات، وفي الوسط بالقرب من ساحل البحر الأحمر تمتد سلسلة جبال السروات، ويتخللها سهول تقع فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف.
أما مكة المكرمة فإنها عاصمة الحجاز وبلد الله الأمين وحرم الله وخيرته من بين سائر بقاع الأرض شرفها الله تعالى وعظمها، وكانت مهاجر إسماعيل وأمه، وتحتوي على بيت الله المعظم وفيها ولد الرسول الأمين وخاتم المرسلين، وفيها المشاعر المعظمة ويقع حواليها جبل حراء وغار ثور.
وقد كفينا ذكر تاريخها القديم، ولقد كان فتحها على يدي جلالة الملك عبد العزيز آل سعود يعتبر من أكبر نعم الله تعالى على المسلمين.
ولقد كان الحجاج قبل ولايته عليها يقاسون من النهب والسلب، والأذى ما يقلق راحتهم، ويشتت شملهم وبقضي على الأمن والطمأنينة هناك، فشاءت قدرة الله عز وجل أن يتولاها آل سعود لما قام بهم من العدل والإنصاف والتأمين.