القرامطة إلى مكة وقتلوا الحجاج، واقتلعوا الحجر الأسود ورجعوا به إلى هجر، ثم استولى على الأحساء الأمراء العيونيون، وقد استولى عليها بنو خالد إلى حين ظهور آل سعود الذين أدخلوا بني خالد في طاعتهم.
وعلى أثر الشقاق الذي حدث بين أبناء الإمام فيصل سنة 1287 هـ عادت الدولة العثمانية إلى الأحساء فاحتلتها كما دخلت في حوزتهم سنة 926 هـ قبل بني خالد، وكان مناخه حارًا رطبًا، وظهرت شهرته في العالم بعد ظهور البترول في أراضيه، وكان بدء استخراج البترول سنة 1357 هـ بواسطة شركة أمريكية، ولا تزال تزداد كمية استخراجه يومًا عن يوم، مما يبشر بمستقبل زاهر، وعلى ذلك فإنه يحصل منه على مال وفير، واتخذت مدينة الظهران قاعدة رئيسية لحصوله.
وفي سنة 1366 هـ مدت أنابيب من أبقيق إلما ميناء صيداء بالبنان تسهيلًا للنقل حتى بلغ طول هذه الأنابيب 752 ميلًا، وحقول البترول المنتجة هي السفانية؛ وأبو حدريد، والفاضلي، والقطيف، والدمام؛ والبقة، وأبقيق وعين دارد والعثمانية وحرض، وكلها تقع في المنطقة الشرقية، وكانت مشتقات البترول هي الكيروسين الذي يستخدم في الإضاءة، والوقود والبنزين والديزل الذي هو للقاطرات والآلات والشحم والإسفلت الذي يستخدم في رصف الطرق، ومن المدن في هذه المقاطعة مدينة الظهران والدمام والخبر ورحيمة ورأس تنورة، وقد أقيمت البيوت الحجرية هناك ونصبت القضاة وأصبح يبلغ عدد العمال في الشركة هناك زهاء عشرين ألف عامل، وتواصلت بالرياض بالقطار والطائرات والسيارات، وإن إقليمًا يكون بهذه المثابة لجدير بأن يكون موضع الإعجاب، وحديثي عن المقاطعة الشرقية طويل لا تتسع له هذه الأوراق وإن بروزها بتلك الصفة تركها مسرج الأفكار ومزار السائحين.
وإذا دفعنا إلى شمال المملكة فإنه يحاد القصيم جبل شمر أي جبلا طي أجا وسلمى وما يتبعهما من السهول والجبال وعاصمة تلك المقاطعة هي حائل التي