أما قاعدة الخرج فهي الدلم على ثلاث مراحل من الرياض وأهم بلدانها زميقة، ونعجان، واليمامة، والسلمية؛ في طرفها الشمالي والعذار، وفيه مواضع بعثت في هذا العهد الحديث وهي الهياثم وكانت بلدًا لآل عاصم بطن من قحطان يرأسهم ابن حشر؛ والضبيعة وهذا الاسم جاهلي بقي إلى هذا العهد، ويقال أنها قرية لبني قيس بن ثعلبة سميت بالضبيعة لأنه سكنها ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وسكانها اليوم بطن من سبيع بن عامر يقال لهم عجمان الرخم يرأسهم بن هديهد، ثم وادي الفرع إلى الجنوب، وفيه بلدان وسط جبل اليمامة أكبرها الحوطة التي تبعد عن الدلم جنوبًا بثمانية وأربعين ميلًا، وفي أعلى الوادي الحريق على مسافة أربعة وعشرين ميلًا من الحوطة، أما أهل هذين البلدين فمن بني تميم الأشداء، ومن اتباع الحنابلة المحافظين على تقاليدهم وعزلتهم الغيورين على استقلالهم.
ولما أن دانت بلاد نجد لابن رشيد ظل أهل الحوطة التي تدعى بحوطة بني تميم خارجين متمردين، وكان لهم شأن عظيم من جهة التمسك، فلما عاد ابن سعود ونازعه السيادة ابن عمه سعود العرافة نصر أهل الحوطة والحريق سعود على جلالة الملك عبد العزيز، ولما أن انتصر عبد العزيز على من نازعه ضمن لأهل هذه الناحية بالأمن على شريطة أن يعترفوا بسيادته ويدفعوا الزكاة ويلبوا دعوة الجهاد معه.
ومن البلدان في الخرج السيح الذي كان ماؤه عظيم القدر بحيث يعتبر كوادي عظيم وكان يخرج من مواضع قريبة التناول باستخدام المكائن المائية الضخمة جدًا.
ومن البلدان في الخرج أيضًا نعام ومضيفر والحلوة التي غالب سكانها من عنزة أما وادي الخرج المنخفض الذي تصعد منه جنوبًا إلى الأفلاج وشمالًا إلى الرياض فإنك إذا ذهبت جنوبًا فهناك.