شاقتك من قتلة أوطانها ... بالشط فالوتر إلى الحاجر

فركن مهراس إلى مارد ... فقاع منفوحة فالحائر

ومنفوحة قد أمست اليوم منفوحتين القديمة، والجديدة على رمية سهم منها لكن القديمة لا تزال خرائبها بادية للعيان.

وأما الحائر فإنه على مسافة خمسة وعشرين ميلًا من الرياض وتدعى حائر سبيع لأن سكانها من عرب هذه القبيلة النازحين من الغرب، وفيها أيضًا السهول حلفاء سبيع، ولقد كانت الأودية مثل وادي الرمة ووادي حنيفة لا تستقيم البلدان فيها، فانظر إلى اليمامة ومنفوحة وما ذاك إلا انقطاع المطر أعوامًا متوالية عنهم فتجف العيون والآبار فينزح أهلها، أو يكون ذلك لهطول الأمطار والسيول التي إذا كثرت دمرت ما مرت به من العمران خرابًا يبابًا.

الخرج وضواحيه

أما الخرج فقد كانت ناحية خصبة التربة غزيرة الياه جدًا، وتزرع في أرضها الحبوب وفي بساتينها الثمار على أنواعها من مشمش ودراق وتين وعنب وتربى فيها أحسن الجمال والإبل على العموم كذلك البقر والدواجن على اختلاف أنواعها وقد أوجد فيها الملك عبد العزيز المياه الغزيرة والزروع الكثيرة والمباني الشاهقة وهناك روضة فيه واقعة بين الخرج والسهبا يقال لها روضة البجادية قد مد إليها شطر من مياه تلك الناحية فجرت كالنهر التيار وطافت بها وزرعت على تلك المياه وغرست فيها النخيل فأصبح الخرج بهمة صاحب الجلالة قد تحسن تحسنًا عجيبًا وفيه جهات يتنزهون فيها طيبة الهواء ويأتي إليه الملك عبد العزيز في بعض الأحيان فيسكن في تلك القصور التي عمرت على الطراز الحديث فجرت من بينها الأنهار، وأحاطت بها الحدائق والجنان، فلكون أرضه خصبة كثيرًا ما يتردد إليه الملك إذا أراد تغيير الهواء، وإن الخرج يعتبر الآن أصلح أرض للإبل وحديثي عنه طويل وسيمر في حوادث هذا التاريخ بقية ذكر لما جلب إليه من العجائب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015