أبان عويصات المسائل كلها ... وأوضح منها ما يسن ويشرع
إذا يتل تفسير الكتاب فقوله ... على كل مقبولٍ وما رد يطلع
تنزه عن دنيا فلم تستفزه ... بزخرفها أو في خداعها يخدع
وما مد عينًا نحوها إذ تبرجت ... بلى إنه في الهجر للكل مولع
لقد نال أسباب السماء بعلمه ... ينادي لمن رام الصعود إلّا ارجعوا
قفا أحمدًا قولًا وفعلًا فلو رأى ... شوافعهم ذا الشيخ لم يتشفعوا
حوى العلم والعلياء والجود والتقى ... وسار بهاتيك الفضائل مسرع
وليدًا حوى تلك الخصال جميعها ... إلى يومنا من درها وهو يرضع
ختامٌ نقول إن أفاد نقولها ... وإن يعزها في صدقه الكل أجمع
لقد حل في ذي العام مفقد عالمٍ ... به الكرب للإسلام قد حل مفظع
أتيناه قصد الدرس نجني فوائدًا ... محررةً في الدرس حين يفرعُ
فقيل لنا نجم الهداية قد هوى ... من الأفق قوموا أيها الخلق شيعوا
فللحزنٍ للأذقان خرَّ جميعنا ... وسالت لذاك الحزن في الخد أدمع
تنهد إبكار وصاح عجائٍّ ... وحوقل أشياخٌ وأدهش رضع
حيارى من الأدهاش جلَّ مقالهم ... إلهي بهذا الشيخ لا الخلق تفجع
إلهي قضيت الموت فادفع منيَّةً ... ومن شوقنا في رد روحه نطمع
فلما تيقنا الممات من الأسى ... عليه قلوب الناس كادت تقطع
وقمت أنادي في الطلول وأدمعي ... تروي الثرى إذ منه واراه بلقع
سأبكيه في نطقي ودمعي وأنةٍ ... إذا زفرت منها تكسر أضلع
أجاوب ورقاء الحمامة في البكا ... ويغلبها صوتي أسًا حين تسجع
فلن أنس إذ حفت به جملة الورى ... كبدرٍ به حف الكواكب طلع
ترنمت في إمداحه بحياته ... فأطربت في إنشادها اذ أرجع
فلهفي إذا حولت تلك مراثيًا ... أطوف بها هل ذاك في الرزء ينفع
ولهفي على فقدان شيخ ذوي النهى ... فقد كنت حيرانًا فما ذاك أصنع