وقال الأديب الذكي صالح بن عبد العزيز العثيمين راثيًا المترجم بهذه القصيدة العظيمة، وهي من أعظم ما قيل فيه:

إلى الله في كشف الملمات أفزع ... فليس لذا أرجو سواه وأضرع

ففي كل يومٍ للعباد رزيةٍ ... وفي كل عامٍ في خيارنا يشرع

وأعظم بهذا الرزء وأي مصيبةٍ ... كهذا سوى أن قيل مات المشفع

لقد مات عبد الله نجل محمدٍ ... فتىً نحوه الأعلام للرأس ترفع

به انكسفت شمس العلوم فبعده ... فمن نحوه في العلم يرفع أصبع

به فقد الناس الدعاة إلى الهدى ... فمن بعده داعٍ إذا قال يسمع

به فقدوا فوق المنابر واعظًا ... إذا يبد وعظًا في الخطابة مصقع

به فقدوا شيخًا فقيهًا مفقهًا ... سيهجر إقناعٌ ومغني ومقنع

به فقدوا من حين تقرأ فروعهم ... تقول له تصنيفها إذ يفرع

به فقدوا نحوًا فماضيه قد مضى ... وفي قبره أضحى المضارع يضرع

به فقدوا شيخ الفرائض بعده ... فمن ذا سهام الأنصباء يوزع

إذا أشكلت طرق الصواب فقوله ... لمسترشد الفتياء في الحق مقنع

به صار روض العلم وألحق مزهرًا ... وأرواحنا عن جهلها فيه ترتع

ربى في تقى فينًا وحسن عبادةٍ ... وما صده مالٌ وما ضم برقع

إذا جئته جنح الدعاء وجدته ... بمحرابه باب المهيمن يقرع

تلاوة آيات الكتاب شعاره ... فما انفك عنها غير ماحين يركع

يلاقي بترحيبٍ وبشرٍ ورقةٍ ... فلم تلقه إلا لذي الذل يخضع

وما نفسه يومًا أراد انتصارها ... ولا عن ذوي الفقر اعتراه الترفع

ويمنع أهل الظلم أخذ مظالم ... وعن ظلمهم لله قد كان يمنع

وعن ما أتى عن ربنا ورسوله ... مشاغب أهل الزيغ قد كان يدفع

فأسيافه في البحث قاطعة الضبا ... وجوهرها حد الصياقل يقطع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015