أربع، ثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وثنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن"

في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه هذا ذكر جنات الفردوس، وأنَّ درجات أهل الجنة في الجنة متفاوتة، وأنَّ منازلهم متباينة، كما قال تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} 1 فالجنة فيها جنات، وهي متفاوتة متباينة المنازل، يقول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر:"إنَّ أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم" 2. فأهل الغرف لهم منازل رفيعة في الجنة، حتى إنَّ أهل الجنة لينظرون إليهم مثل ما ننظر إلى النجم الذي في أعلى السماء؛ بحيث يحتاج الإنسان لأنَّ يرفع رأسه رفعاً شديداً حتى ينظر إلى ذاك النجم العالي.

وفي سورة الرحمن وسورة الواقعة إشارة إلى هذه الجنات التي يتحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، ففي سورة الرحمن قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} 3 ثم ذكر أوصافهما، ثم قال: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} 4 ثم ذكر أوصافهما. وفي سورة الواقعة ذكر جنة المقربين، ثم ذكر جنة أصحاب اليمين مع ذكر أوصاف عديدة لهاتين الجنتين.

وهنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف جنات الفردوس الأربع: " ثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما ": هاتان الجنتان أرفع من الجنتين الآتيتين، ولعلهما ـ والله تعالى أعلم ـ للمقربين، ثم ذكر بعدهما جنتين من فضة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015