ـ ومنها: أنَّ له حملةً من الملائكة، قال تبارك وتعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} 1.
ـ ومنها: الكرم والعظمة، قال تعالى: {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} 2، وقال: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وهذه الصفات كلُّها تدل على أنَّه مخلوق عظيم موجود، والله تبارك وتعالى مستو عليه استواءً يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه، لا يشبه استواء المخلوقين.
فالمؤلف بدأ بهذا الدليل، وهو ذكر الآيات الدالة على استواء الله تبارك وتعالى على عرشه، وذكر ـ رحمه الله ـ أنَّ الله سبحانه صرح باستوائه على عرشه في سبعة مواضع من كتابه الكريم، ثم ساقها فقال
: فقال عز من قائل في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} وقال في سورة يونس عليه السلام {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ، وقال في سورة الرعد: {الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ، وقال في سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، وقال في سورة الفرقان: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} ، وقال في سورة السجدة: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ، وقال في سورة الحديد: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فهذه سبعة مواضع أخبر الله فيها سبحانه أنه على العرش"