الفروق، منها: أنَّ العلو صفة ذاتية لله تعالى. أما الاستواء فهو صفة فعلية اختيارية تتعلق بالمشيئة. ومنها: أنَّ الاستواء صفة خبرية: دل عليها الخبر، ولولا الخبر والأدلة التي جاءت في الكتاب والسنة لما عرف الناس هذه الصفة. أما العلو فهو صفة دل عليها العقل مع دلالة الخبر، فالعقل يدل على علو الله، ومن الأدلة التي ذكرها أهل العلم على علو الله: العقل والفطرة بالإضافة إلى النقل. ولهذا فإنَّ الله خاطب المشركين ـ مخوفاً لهم بهذا الذي يؤمنون به ـ فقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أ} 1 أي أأمنتم مَنْ تعلمون أنَّه في السماء.
وكذلك يأتي في أشعار الجاهليين الإقرار بأنَّ الله في السماء، مما يؤكد استقرار ذلك في فطرهم، كما قال أحدهم:
يا عبل أين من المنية مهربُ ... إن كان ربي في السماء قضاها
وعن عمران بن حصين"رضي الله عنه"قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: "يا حصين، كم تعبد إلهاً؟ قال أبي: سبعة، ستاً في الأرض وواحداً في السماء. قال: فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء. قال: يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك " 2 فعرف حصين"رضي الله عنه" أنَّ ربه في السماء وهو مشرك.
والاستواء دليل على علو الله تبارك وتعالى على خلقه، فعرش الرحمن هو سقف المخلوقات وأعلاها، والله عز وجل مستو على عرشه. قال رسول