فقال
: فآمنوا": أي أهل الحق والسنة والاستقامة على هدي خير الأمة محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
بما قال الله سبحانه في كتابه، وصح عن نبيه"يعني كل ما جاء في الكتاب والسنة من أمور الإيمان تلقوه بالقبول والتسليم والإيمان والتصديق، وعدم الاعتراض أو التردد، كما قال الإمام الزهري ـ رحمه الله ـ: " من الله عز وجل الرسالة، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ، وعلينا التسليم " 1
. وأمرُّوه كما ورد"يعني أمرُّوا هذه الأخبار ـ وفي مقدمتها الأخبار المتعلقة بالأسماء والصفات ـ كما جاءت.
وقول المصنف هذا هو نظير المقولة المشهورة عن السلف، والمنقولة عن غير واحد، منهم: الإمام مالك والأوزاعي وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة، والليث بن سعد، أنهم يقولون في نصوص الصفات: " أمروها كما جاءت بلا كيف " 2.
ومما ينبغي التنبه له: أن السلف في مقالتهم هذه لم يطلقوا إمرار النصوص، بل قيدوا ذلك بأن يكون كما جاءت أو كما وردَت. ونصوص الصفات لم تأت ألفاظاً جوفاء لا معنى لها ولا مدلول، وإنما جاءت محملة بمعاني، فمثلاً قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} " 3 جاء محملاً بمعنى، وهو إثبات استواء الله على العرش. وقوله سبحانه: {بَلْ