نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بعرفة، عشية جمعةنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، في ذلك اليوم العظيم، الذي هو سيد أيام السنة وأفضلها، على خلاف بين أهل العلم في أيهما أفضل: يوم عرفة أو يوم النحر الذي بعده. والأقوى أنه يوم عرفة لما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله " 1. فكان صلى الله عليه وسلم يكثر من أفضل الذكر في أفضل الأيام؛ لأن سيد الأيام يوم عرفة، وسيد الأذكار هو لا إله إلا الله. فالإكثار من سيد الأذكار في سيد الأيام هو في غاية المناسبة والتوافق
فنزلت في يوم عظيم، أعظم أيام السنة: يوم عرفة، ووافق يوم الجمعة ـ وهو أفضل أيام الأسبوع ـ، وفي هذه الموافقة مزيد فضل لاجتماع فضل الوقتين 2، ولا سيما عشية يوم الجمعة وعشية يوم عرفة، فكل منهما جاءت فيه نصوص خاصة.
والشاهد من هذا الحديث أنَّ لهذه الآية مكانتها في قلوب أهل الإيمان، فينبغي لكلِّ مسلم أن يقدر لها قدرها، وأن يرعى لها حقها، وأن يحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة.
لما ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ هذه الآية الكريمة، بنى عليها بيان طريقة السلف ـ رحمهم الله ـ في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة، ولا سيما في هذا الباب الذي ألف هذا المصنف لأجله، ألا وهو باب الإيمان والاعتقاد
1 أخرجه مالك في الموطأ 1/422 ـ 423، والترمذي رقم 3585، وصححه الألباني في الصحيحة رقم 1503.