التي نطق بها كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وصح بها النقل عن نبيه وخيرته من خلقه محمد سيد البشر"
هنا يتكلم المصنف ـ رحمه الله ـ عن مصدر الاستدلال لهذه العقيدة، وهذا الأمر في غاية الأهمية، ولو طالعت عامة كتب السلف المؤلفة في الاعتقاد سواء المطول منها أو المختصر لوجدت أنها تبدأ بهذه البداية: بذكر مصدر الاستدلال، الذي هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا إرشاد إلى أن المعتقد الذي ضُمِّن هذا الكتاب هذا مصدره، وهذا منبعه: كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وإذا سلِم للإنسان مصدره سلِم له ـ تبعاً لذلك ـ إيمانه ومعتقده، فمن كان مصدره في الاعتقاد: الكتاب والسنة سلم له اعتقاده. ومن اتخذ لنفسه مصدراً سواهما ضل وانحرف.
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ: " كثيراً ما كان شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ يقول: من فارق الدليل ضل السبيل، ولا دليل إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم " 1. ولابن أبي العز الحنفي كلمة جميلة، يقول فيها: " كيف يرام الوصول إلى علم الأصول بغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم " 2، أي أن هذا محال، فلا يمكن للعبد أن يصل إلى الأصول التي هي العقيدة الصحيحة السليمة إلا من طريق الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بأن يأخذ عقيدته من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولهذا اعتنى السلف ـ رحمهم الله ـ بافتتاح مؤلفاتهم في المعتقد بالإرشاد