فعقيدة السلف في عصاة الموحدين أو من يسمى بالفاسق المِلِّي أنَّه مؤمن ناقص الإيمان. أو يقال: مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، ولا يقال: خرج من الإيمان كما قالت الخوارج والمعتزلة، ولا يقال: هو كامل الإيمان كما قالت المرجئة الذين قالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب، وأنَّ إيمان العاصي وإيمان الصديق رضي الله عنه سواء.
ومن الطرائف التي تُذكر في هذا الباب:""أن أحد المرجئة مرَّ على رجل سكران، فقال له: يا مرجئ وآذاه، فقال له: صدقت، الذنب مني جئت سميتك مؤمناً مستكمل الإيمان " 1.
" وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:""سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سنناً، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعته، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في رأي من خالفها، فمن اقتدى بما سنوا اهتدى، ومن استبصر بها بصر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً " "
جاءت عن عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ آثار كثيرة في الترغيب في السنة والحث على اتباعها والتحذير من البدع، وله نصوص عديدة في العقيدة جمعها أحد الباحثين في رسالة علمية بعنوان " الآثار المروية عن عمر ابن عبد العزيز في العقيدة " وهي آثار قوية ومتينة في تقرير السنة وبيان المعتقد والتحذير من البدع والأهواء.
" سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سنناً " سبق أن ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ آثاراً عن الصحابة تبين أنَّهم يقتدون ولا يبتدئون ويتبعون ولا يبتدعون،