وغيرها ـ أن يُمر النص كما جاء، ويثبت كما ورد، دون أن يقابل بشيء من الانتقاد أو الاعتراض أو التساؤل الذي فيه شيء من الإنكار.

" من الله العلم " أي: بيان الدين وأمور الشريعة، فالحكم لله والتشريع لله، يحكم بما يشاء ويشرع ما يريد سبحانه.

" وعلى الرسول البلاغ " أي أنَّ مهمة الرسول إبلاغ كلام مرسله، لا أن ينشئ كلاماً من عنده ينسبه إلى من أرسله، كما قال تعالى: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ} 1.

فالذي من الله تحقق، فشرع لعباده ما يريد. والذي على الرسول حصل على التمام والكمال، فبلغ البلاغ المبين، ووضح الدين، وأبان الحجة. وبقي الذي على الناس فقال:

" وعلينا التسليم " أي: نسلِّم لكلِّ ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم،: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} 2، فليس أمام المسلم تجاه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتلقاها بالقبول والرضا والتسليم.

ثم بين المنهج الذي كان عليه الصحابة والسلف الكرام فقال: " أمِرُّوا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاءت. وفي رواية: فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمروها " هذا هو المنهج، وقد جاء عن غير واحد من السلف ـ منهم مالك والأوزاعي والثوري ـ أنهم سئلوا عن بعض أحاديث الصفات فقالوا: أمروها بلا كيف 3.

ولا يعني هذا أنَّهم لا يعرفون معاني هذه النصوص، فهم أجلُّ مكانة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015