وعلى هذا فالآية مؤكدة للفرق بين الإسلام والإيمان، وهي حجة على من لم يفرق، وليست حجة له.

وبعد أن ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ الفرق بين الإسلام والإيمان شرع بذكر بعض الأدلة المبينة للإسلام والإيمان فقال:

" وروى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:""بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام شهر رمضان، وحج البيت " ".

هذه يسميها العلماء مباني الإسلام الخمسة، فالإسلام يبنى على هذه الأسس ويقوم عليها، وكما قيل:

والبيت لا يُبتنى إلا بأعمدة ... ولا عماد إذا لم تُرسَ أوتاد

والملاحظ في هذه المباني أنَّها من أعمال الظاهر، ومن جاء بها إن كان عنده في الباطن من الإيمان ما يصحح به إسلامه فهو المسلم. وإن كان مُظهراً لهذه الأعمال في الظاهر فقط وليس عنده إيمان باطن فهو منافق وليس من أهل الإسلام.

فبين هذا الحديث المراد بالإسلام، ولهذا قال المصنف عقبه: " فهذه حقيقة الإسلام ".

" والإيمان فحقيقته ما رواه أبو هريرة فيما قدمناه "

يشير المصنف ـ رحمه الله ـ إلى حديث الشعب المذكور قريباً، وعلى هذا فإنَّ الإيمان أعم وأشمل وأوسع من الإسلام، وقد سبق قول المصنف ـ رحمه الله ـ: " والإيمان هو الإسلام وزيادة ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015