أدلتها، وتفاوتت مناهجهم في جمعها، وأعجب طريقة مرت عليَّ في مناهج من جمعها هي طريقة ابن حبان البستي رحمه الله، حيث قال:""تتبعت معنى الخبر مدة، وذلك أنَّ مذهبنا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم قط إلا بفائدة، ولا من سننه شيء لا يعلم معناه، فجعلت أعد الطاعات من الإيمان، فإذا هي تزيد على هذا العدد شيئاً كثيراً، فرجعت إلى السنن فعددت كلَّ طاعة عدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان فإذا هي تنقص من البضع والسبعين، فرجعت إلى ما بين الدفتين من كلام ربنا، وتلوته آية آية بالتدبر، وعددت كلَّ طاعة عدها الله جل وعلا من الإيمان، فإذا هي تنقص عن البضع والسبعين، فضممت الكتاب إلى السنن، وأسقطت المعاد منها، فإذا كلُّ شيء عدَّه الله جل وعلا من الإيمان في كتابه، وكلُّ طاعة جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان في سننه تسع وسبعون شعبة، لا يزيد عليها ولا ينقص منها شيء، فعلمت أنَّ مراد النبي صلى الله عليه وسلم كان في الخبر أنَّ الإيمان بضع وسبعون شعبة في الكتاب والسنن، فذكرت هذه المسألة بكمالها بذكر شعبه في كتاب " وصف الإيمان وشعبه " بما أرجو أنَّ فيها الغنية للمتأمل إذا تأملها، فأغنى عن تكرارها في هذا الكتاب " 1.
وللحافظ ابن حجر كلام مختصر جميل في عد هذه الشعب بدون ذكر للأدلة، استخلصه مما أورده أهل العلم من هذه الشعب، فقال:""ولم يتفق من عد الشعب على نمط واحد، وأقربها إلى الصواب طريقة ابن حبان، لكن لم نقف على بيانها من كلامه، وقد لخصت مما أوردوه ما أذكره: وهو أن هذه الشعب تتفرع عن أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمال البدن. فأعمال القلب فيه المعتقدات والنيات، وتشتمل على أربع وعشرين خصلة: الإيمان بالله