حادثة ويشتد فيها، وإذا سئل عن بعض الأحاديث المهمة في تعريف الإيمان وبيان حده لا يعرفها.
فهناك أحاديث مهمة في تعريف الإيمان وبيان حده، كحديث جبريل"، وحديث وفد عبد القيس، وحديث الشعب وغيرها، ينبغي أن تحفظ وتضبط وتعرف معانيها؛ ليعيش العباد مع نصوص الشريعة، دون زج بهم في مصطلحات حادثة، لا طائل من ورائها ولا ثمرة تقرب إلى الله من تحصيلها إلا زيادة الشقاق وتوسيع الخلاف.
والمصنف ـ رحمه الله ـ عرَّف الإيمان في هذا المختصر على طريقة السلف وذكر شيئاً من دلائله وبراهينه بعيداً عن التكلفات والتعقيدات والمصطلحات المتعبة، وبدأ بذكر تعريفه قبل التفاصيل الأخرى وفقاً للقاعدة المشهورة عند العلماء: الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فقال:
" والإيمان بأنَّ الإيمان قول وعمل ونية " أي: ومن أمور الاعتقاد: أنَّ الإيمان قول وعمل ونية، وهذا باتفاق السلف ـ رحمهم الله ـ، ليس بينهم خلاف في ذلك. وإن اختلفت عباراتهم في بعض الأحيان إلا أن المؤدى واحد. فقال بعضهم: الإيمان قول وعمل. وقال بعضهم: قول وعمل واعتقاد. وقال بعضهم: قول وعمل ونية. وقال بعضهم: قول وعمل ونية واتباع.
فمن قال: الإيمان قول وعمل. عنى بالقول قول القلب، وهو الاعتقاد الحق الصحيح المتلقى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وقول اللسان: وهو النطق بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسول الله؛ لأنَّ القول إذا أُطلق في النصوص شمل قول القلب الذي هو الاعتقاد، وقول