" والإيمان بالميزان، قال الله عز وجل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} "
ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بالموازين التي توضع لوزن أعمال الناس يوم القيامة. وقد جاء في ذكره آيات وأحاديث عديدة، وقد اقتصر المصنف ـ رحمه الله ـ على ذكر دليل واحد، وهو قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} 1.
وقد جاء ما يدل على أنَّ الوزن يوم القيامة بمثاقيل الذر، قال الله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} 2. فمهما صغر العمل ودق فإنَّه يؤتى به يوم القيامة ويوزن، قال الله تبارك وتعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} 3.
كما دلت النصوص أيضاً على أنَّ الأشخاص وأعمالهم وصحائفهم كلَّها توزن يوم القيامة.
وإذا آمن العبد بالميزان وأنَّه ميزان حقيقي له كفتان، توضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة، وكلُّ عملٍ عملَه في هذه الحياة يوزن، إذا آمن بذلك إيماناً جازماً فإنه لا ريب سيزداد إقباله على الحسنات، ويشتد بعده عن السيئات.
وقد أنكرت المعتزلة الميزان فلا يؤمنون به، ولا يعبأون بأدلته الواضحة الصريحة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.