وقوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} 1. وهذا يشعر ـ كما أسلفت ـ بأهمية الأمر الذي يذكر عقب هذه الكلمة. ولا شك ولا ريب أن ما سيذكره المصنف ـ رحمه الله"ـ في كتابه أمر في غاية الأهمية، بل هو أهم الأمور وأعظمها، ألا وهو توحيد الله عز وجل، والإيمان به وبأسمائه وصفاته ونعوته الدالة على عظمته وكماله وجلاله.

لأجل هذا صدر المؤلف رحمه الله كتابه بهذه الكلمة:"اعلم"أي: أيها القارئ لهذا الكتاب والمطلع عليه ثم ذكر مسائل الكتاب. ومن نصح المصنف ـ رحمه الله وجزاه خير الجزاء ـ: أن دعا لقارئ الكتاب، ولمن يطلع عليه بدعوة مباركة، لها تعلق أيضاً بموضوع الكتاب ومضمونه فقال: وفقنا الله وإياك لما يرضيه من القول والنية والعمل، وأعاذنا وإياك من الزيغ والزلل".

لما يرضيه"وهذا فيه إشارة إلى أن أهم ما ينبغي أن يهتم به المسلم في حياته كلها نيل رضى الله عز وجل، فنيل رضى الله هو غاية الغايات، وأعظم المقاصد. فأهم غاية عند المسلم وأعظم مقصدٍ لديه أن ينال رضى ربه تبارك وتعالى.

والله عز وجل يرضى عن عبده بأقوال وأعمال واعتقادات، جاء بها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا يُنال رضى الله عز وجل وولايته للعبد إلا بذلك، منها ما هو متعلق باللسان، ومنها ما هو متعلق بالقلب، ومنها ما هو متعلق بالجوارح، كما قال الحسن البصري رحمه الله: " ليس الإيمان بالتمني ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015