يوم اللقاء " ختم المصنف هذا الحمد والثناء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، واكتفى بالصلاة دون السلام، والجمع بينهما هو الأكمل لقوله تبارك وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} 1 لكن لعله ند عنه قلمه.
الهادي": الهداية هنا المراد بها هداية الدلالة والإرشاد.
إلى المحجة البيضاء" يعني الطريقة الواضحة البينة الظاهرة.
والشريعة الغراء " أي الدين القويم الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال:"اعلم ـ وفقنا الله وإياك لما يرضيه من القول والنية والعمل، وأعاذنا وإياك من الزيغ والزلل ـ أن صالح السلف، وخيار الخلف، وسادة الأئمة، وعلماء الأمة، اتفقت أقوالهم، وتطابقت آراؤهم على: الإيمان بالله عز وجل، وأنه أحد فرد صمد، حي قيوم، سميع بصير، لا شريك له ولا وزير، ولا شبيه له ولا نظير، ولا عدل ولا مثل".
اعلم"هذه الكلمة فعل أمر من العلم، ويؤتى بها في الأمور العظيمة المهمة، التي ينبغي أن يعتني بها المخاطَب، ففيها تحفيز للهمم، وحض للسامع على الاهتمام بالأمر الملقى عليه، وحسن الاستماع إليه، وإعطائه حقه من الرعاية والعناية والاهتمام.
وفي القرآن الكريم قرابة الثلاثين آية يأمر الله عز وجل فيها بالعلم بقوله جل وعلا:"اعلم"أو"اعلموا"ثم يذكر أموراً عظيمة، جلُّها يتعلق بتوحيد الله والإيمان به وبأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى، إما علمه الشامل المحيط، أو قدرته، أو عظمته، أو غناه، أو كماله. ومن ذلك قوله جل وعلا: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ} 2، وقوله سبحانه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} 3،