شرطه إلا مواضع يسيرة جداً، ووجدناه لا يستعمل ذلك إلا حيث يورد ذلك الحديث المعلق بالمعنى"1.

ثم رجع الحافظ ابن حجر عند شرحه لهذا الحديث فقال:"نظر البخاري أدق من أن يعترض عليه بمثل هذا، فإنه حيث ذكر الارتحال فقط جزم به لأنَّ الإسناد حسن وقد اعتضد. وحيث ذكر طرفاً من المتن لم يجزم به؛ لأنَّ لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى الرب ويحتاج إلى تأويل، فلا يكفي فيه مجيء الحديث من طريق مختلف فيها ولو اعتضدت"2.

فأبى ابن حجر الاحتجاج بهذه اللفظة مع تصريحه بحسن إسنادها ووجود ما يعضدها، وهذا ـ بلا شك ـ ليس مبنياً على طريقة المحدثين في النقد، وإنما هو مبني على مناهج المتكلمين الذين لا يثبتون الصوت لكلام الله سبحانه لحاجته بزعمهم إلى التأويل.

وهذه اللفظة " بصوت " لم ينفرد بها هذا الحديث، بل في صحيح البخاري وغيره أحاديث كثيرة فيها إثبات الصوت، بل في القرآن آيات كثيرة فيها إثبات النداء لله، والنداء لا يكون إلا بصوت كما سبق بيانه. والحديث ثابت، إسناده حسن كما قال ابن حجر، وله ما يعضده، وقد حسنه أهل العلم 3، بل منهم من صححه بمجموع طرقه 4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015