فعلى العاقل أن يتقي الله ويحاسب نفسه ويحذر من الظلم كثيره وقليله، وألا يتيح لنفسه استمراء الظلم وإن قل؛ فإنَّ النفس إذا عُوِّدت على الشيء تنامى فيها وازداد. كما ينبغي للعبد أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لأنَّ الشيطان يأتي إلى الإنسان ويُلبِّس عليه فيجعله يظلم ويعتدي ويوهمه أن فعله هذا نوع من العدل والحق.
فأسأل الله عز وجل أن يعيذني وإياكم من الظلم، وأن يسلمنا منه، وأن يوفقنا للتوبة النصوح إنَّه سميع مجيب.
" رواه أحمد وجماعة من الأئمة " هذا الحديث له قصة، وفيه ذكر رحلة جابر بن عبد الله رضي الله عنه إلى عبد الله بن أنيس رضي الله عنه لسماع هذا الحديث منه، وقد أورده الإمام البخاري معلقاً في صحيحه في موضعين، فجزم به في موضع بقوله: " ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد " 1، وذكره في موضع آخر بصيغة التمريض، فقال:"" ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان " 2، وهذه الصيغة يستعملها أهل العلم ـ في الغالب ـ إشارة إلى التضعيف، لكن الإمام البخاري قد يستعمل هذه الصيغة في بعض الأحاديث الصحيحة عندما يختصرها. قال الحافظ ابن حجر:"صيغة التمريض لا تستفاد منها الصحة إلى من علق عنه، لكن فيه ما هو صحيح، وفيه ما ليس بصحيح على ما سنبينه، فأمَّا ما هو صحيح فلم نجد فيه ما هو على