وباطل، ردَّه السلف بقولهم: " منه بدأ " أي: من الله.

" وإليه يعود " أي: القرآن يعود إلى الله، وقد ذكر أهل العلم في المراد بهذا معنيين:

أحدهما: ما دلت عليه بعض النصوص من أنَّ القرآن في آخر الزمان يرفع من المصاحف ومن الصدور، عندما يضيعه الناس ولا يهتمون به ولا يعطونه حقه وقدره، فيرفع إلى الله عز وجل. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله":"وأما " إليه يعود " فإنه يُسْرى به في آخر الزمان من المصاحف والصدور، فلا يبقى منه كلمة، ولا في المصاحف منه حرف"1.

والثاني: أن المراد بـ " إليه يعود " أي: وصفاً، فـ " منه بدأ " يعني هو الذي تكلم به ابتداءً، و" إليه يعود " أي: وصفاً فهو الموصوف به، وهو كلامه.

" ورُوي عن سفيان بن عيينة قال: سمعت عمرو بن دينار يقول: أدركت مشايخنا والناس منذ سبعين سنة يقولون:"القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود". رواه محمد بن جرير بن يزيد الفقيه وهبة الله بن الحسن ابن منصور الحافظ الطبريان في كتاب السنة لهما. وقد أدرك عمرو بن دينار أبا هريرة وابن عباس وابن عمر "

" أدركت مشايخنا " عمرو بن دينار أدرك بعض الصحابة وكبار التابعين، فلما يقول أدركت مشايخنا، فهذا بمثابة حكاية إجماع ذلك العصر، أي: إن من أدركهم ورآهم يقولون هذه المقالة، ولهذا علق إسحاق بن راهويه عقب هذا الأثر بقوله:"قد أدرك عمرو بن دينار أجلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البدريين والمهاجرين والأنصار، مثل: جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير، وأجلة التابعين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015