يأجر الله عليه، وهو محبة الخير للناس ورحمتهم والسعي في مساعدتهم، ولو لم يكن في يده شيء يقدم الدعاء.
وبعد أن عرفنا هذه الإيمانيات المكتسبة من هذا الحديث والآثار المباركة التي حصَّلها المؤمنون بإيمانهم بذلك والتي لا نحسن ـ لقصورنا ـ التعبير عنها، لننظر في حال أهل البدع في هذا المقام، فإنَّ صاحب البدعة عندما يأتي إلى هذه النصوص ينشغل ببدعته الباطلة وضلالته السوأى على طريقته في إنكار كلام الله سبحانه عن ثمرة الحديث وآثارِه المباركة. فأي بلاء جروا على أنفسهم بهذا الإنكار، وأي شؤم قادتهم إليه عقيدتهم؟! أعاقتهم عن سديد الأقوال وصالح الأعمال، وعن طاعة ذي الجلال والإكرام. ولهذا من تتبع تراجم رؤوس البدع يجد أنَّ كثيراً منهم من أسوأ الناس عملاً وأضعفهم عبادة.
قال الشيخ محمد بن مانع ـ رحمه الله ـ:"كنت أقرأ في كتب المقالات واختلاف الناس في المعتقدات، فأقف على غلو المعتزلة في عقائدهم، فأرجع إلى كتب التراجم وأبحث عن تراجم أكابر شيوخهم، فأجد فيها الأمر المنكر العجيب من التلاعب في الدين وانتهاك حرماته، فصح عندي أنَّ ذلك من شؤم عقائدهم وفساد نحلتهم. ومن قرأ ترجمة النظام وأبي الهذيل العلاف والماجن الجاحظ عرف ذلك نسأل الله السلامة"1.
" وروى جابر بن عبد الله قال: لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ قال: بلى. قال: وما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحاً، قال: يا عبد الله تمن عليَّ أعطيك، قال: يا رب، تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنَّه سبق مني