تبارك وتعالى، ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأسباب التي ينال بها العبد رؤية الله عز وجل، فأرشد صلى الله عليه وسلم إلى صلاتين عظيمتين ـ وهما صلاة الفجر وصلاة العصر ـ وقد ورد في شأنهما نصوص كثيرة جداً تدل على فضلهما، منها: ما ثبت في الصحيحين 1 أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من صلى البردين دخل الجنة"، وثبت في الصحيحين أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ـ وهو أعلم بهم ـ: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون" 2.
وإنَّما خص"هاتين الصلاتين لما فيهما من الفضل، ولما فيهما من الثقل على كثير من الناس، فمن سمت همته وأعانه الله عز وجل ووفقه للمحافظة على هاتين الصلاتين فهو لما سواهما من الصلوات أكثر محافظة، بل إن صلاة الفجر خاصة مفتاح اليوم، ومن أكرمه الله عز وجل بالنهوض لهذه الصلاة والاهتمام بها أعين على الصلوات بقية اليوم، وما يكون من العبد في الفجر ينسحب على بقية اليوم، كما قال بعض السلف:"يومك مثل جملك إذا أمسكت أوله تبعك آخره". ومن ضيع صلاة الفجر أصبح خبيث النفس كسلان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" 3. ومن استمر في