فإنَّ أهل البدع يأبون ذلك، لا لشيء إلا لأنَّ قلوبهم المُمْرَضَةَ استوحشت من ذلك. حتى بلغت الوقاحة بأحد المبتدعة في عصرنا أن قال: أنا مستعد أن أناظر وأباهل على أنَّ الله لا يُرى يوم القيامة. فانظروا إلى هذا البلاء واحمدوا الله على العافية. وإلا فالأحاديث المثبتة للرؤية من أوضح ما يكون، والصحابة لما سمعوا هذه الأحاديث لم ينكروها ولا اعترضوا عليها، بل أخذوا يروونها للناس، ولا يزال أهل الحق يتناقلونها بينهم، ويسألون الله عز وجل أن يمنَّ عليهم برؤيته.

" فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا " في هذاجواب لسؤال يطرح نفسه ـ كما يقولون ـ، فإنَّ الصحابة لما سمعوا هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم: " إنَّكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته " لاشك أنَّهم دار في نفوسهم شوق عظيم وحب كبير لنيل هذه الرؤية، وأخذوا يرجونها ويتمنونها، نفوس صافية، وقلوب مؤمنة ومقبلة على الله وجاءها هذا الخبر لابد أنهم تساءلوا ما العمل؟ كيف ننال هذه الرؤية؟ ما السبيل إلى تحصيلها؟ وما الأمور المعينة على نيلها؟

ومن تمام نصح النبي صلى الله عليه وسلم وكمال بيانه أنَّه يجيب عن مثل هذه التساؤلات دون أن يُسأل 1، فقال: " فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا " وفي هذا إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ رؤية الله عز وجل يوم القيامة لا تنال بمجرد الأماني: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} 2، بل لابد من عمل وجد واجتهاد وبذل وإقبال على الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015