والله عز وجل ليس كمثله شيء، كما قال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} 1، وقال: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} 2، وقال: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً} 3، وقال {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} :4 فإنَّ الله عز وجل لا مثيل له، ولا نظير له لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته.
" ولا نكيف " أي: لا نبحث في عقولنا وأفهامنا عن كيفية لهذه اليد، ولا نسأل عن كيفيتها؛ لأنَّ السؤال عن كيفية يد الله أو غيرها من صفاته بدعة، كما قال الإمام مالك عندما سئل عن الاستواء.
وكيف السبيل إلى إدراك كيفية صفات الله تبارك وتعالى، والمخلوق عاجز عن إدراك كيفية كثير من صفات المخلوقين، والله أكبر من كلِّ شيء، وكلُّ وصفِ كمالٍ يدور في خاطر الإنسان يظنه كبيراً وعظيماً ولائقاً بالله فالله أعظم من ذلك، فهو سبحانه فوق ما يصفه الواصفون.
وأهل العلم يقولون: لا يمكن معرفة كيفية الشيء إلا بإحدى طرق ثلاث:
1ـ إما برؤيته.
2ـ أو برؤية مثيله.
3ـ أو بالخبر الصادق المبين لكيفيته.
والله تبارك وتعالى لم يره المؤمنون، فهذا نفي للطريق الأولى. وليس لله مثيل فانتفت الطريق الثانية. والخبر الصادق فيه إثبات الصفات وليس فيه تعرض للكيفية، فانتفت الطريق الثالثة.
ولهذا فإنَّ إثبات أهل السنة والجماعة للصفات إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف.
" ولا نُشبِّه " أي: لا نشبه صفة الله عز وجل بصفات المخلوقين، وهو