النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات بخمسين ألف سنة". قال أهل العلم: هذا تقدير من بعد تقدير، فهناك تقدير عام قبل خلق السماوات دل عليه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وقوله: " بأربعين سنة " في هذا الحديث تقدير خاص داخل في التقدير العام 1.

يشبه هذا تماماً ما يتعلق بتقدير كلِّ إنسان عندما يكون في بطن أمه، كما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ـ المشهور بحديث الصادق المصدوق ـ:"إنَّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد" 2 فهذا تقدير وكتابة داخلة في التقدير العام الذي هو قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.

" قال: فتلومني على أمر قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟! " الأمر الذي لامه عليه هو الإخراج، وهو مصيبة قدرها الله عليه قبل أن يخلق.

" قال النبي صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى حجَّه بالقدر، وحجته مقبولة؛ لأنَّه احتج بالقدر على المصيبة لا على الذنب، إذ لا يصح أن يحتج أحد على ذنبه بالقدر: فلا يصلي ولا يصوم ويقول: قضاء وقدر، ويترك الطاعات ويرتكب المحرمات ويقول: قضاء وقدر. فلا يصح الاحتجاج بالقدر على المعائب، وإنما يصح الاحتجاج به على المصائب. قال تعالى ـ مبيناً ضلال من احتج بالقدر على المعائب ـ: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015