مكانها، وننظر هل يستقيم المعنى أم لا. اقرأ عليه هذا الحديث، ثم اقرأ الحديث الآخر:"إن يمين الله ملأى، لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم ينقص ما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض"1، وانظر ماذا يصنع، إذا قال: " قدرة الله ملأى، لا يغيضها نفقة ... وبقدرته الأخرى القبض " لا يستقيم الكلام.
وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهم من أهل العلم ممن توسع في مناقشة أهل البدع يستعملون هذه الطريقة بكثرة جداً في إبطال التأويلات. وهو رد مسكت من خلال الأدلة، وفيه قطع للجدل، بدل أن يخوض السني مع المبتدع في جدل عريض، يريح نفسه من ذلك، ويمضي معه في تلاوة الآيات وقراءة الأحاديث، وتنتهي الجلسة بانقطاعه ولابد.
: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} قال أهل العلم: إن قيل إنَّ اليد هنا بمعنى القدرة لم تكن لآدم أيُّ ميزة أو خصيصة على غيره، بل قالوا: إنَّ هذا التأويل عقوق من هؤلاء لأبيهم آدم، شرفه الله وخصه وميزه بأن خلقه بيده، فنفوا هذه الميزة وسلبوه إياها.
ولو تأملت السياق: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} أضاف الخلق إلى نفسه، فقال سبحانه: " خلقتُ ". وثنى اليدين فقال: " بيديَّ "، وعدى ذلك بالباء. وكلُّ هذا يؤكد أنَّ اليدين ثابتتان لله سبحانه.
عندما تقول: كتبت ذلك بيدي. لا يمكن أن تنصرف أذهان المخاطبين إلى أنك كلفت غيرك بالكتابة؛ لأنك أسندت الكتابة إلى نفسك، ثم عديتها بالباء