من الأمرين باطل. قال الإمام البربهاري ـ رحمه الله ـ:"واعلم أنَّه إنما جاء هلاك الجهمية من أنهم فكروا في الرب عز وجل، فأدخلوا: " لم " و" كيف "، وتركوا الأثر، ووضعوا القياس، وقاسوا الدين على رأيهم"1.
" وإنما ينزل بلا كيف " أي بلا كيف نعلمه، وإلا فلنزول الله كيفية، لكننا لا نعلمها. فالمنفي: علمنا بالكيف، لا وجوده.
ثم قال الحافظ عبد الغني"ـ رحمه الله ـ:
" ومن قال يخلو العرش عند النزول أو لا يخلو، فقد أتى بقول مبتدع ورأي مخترع "
يشير المصنف ـ رحمه الله ـ إلى مسألة تتعلق بنزول الله عز وجل إلى سماء الدنيا، وهي: حينما ينزل هل يخلو منه العرش أو لا يخلو؟ "
والأقوال التي ذكرت في هذه المسألة ثلاثة، لخصها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:"منهم من ينكر أن يقال: يخلو أو لا يخلو، كما يقول ذلك الحافظ عبد الغني 2 وغيره. ومنهم من يقول: بل يخلو منه العرش، وقد صنف عبد الرحمن بن منده مصنفاً في الإنكار على من قال: لا يخلو منه العرش ... والقول الثالث، وهو الصواب، وهو المأثور عن سلف الأمة وأئمتها: أنه لا يزال فوق العرش، ولا يخلو العرش منه، مع دنوه ونزوله إلى السماء الدنيا، ولا يكون العرش فوقه"3.