كما أخبر بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم.
" من غير أن نصف له " أي: نزول الله.
" كيفية " أي: لا نكيف النزول، وليس من أهل السنة أحد يحاول أن يقدر في ذهنه كيفية لنزول الله تبارك وتعالى فضلاً عن أن يتكلم بلسانه بشيء من ذلك، فنؤمن بأنَّه سبحانه وتعالى ينزل حقيقة إلى السماء الدنيا، لكننا نجهل كيفية نزوله.
" أو نشبهه بنزول المخلوقين " أي: لا يقاس نزول الله تبارك وتعالى بنزول المخلوقين، فلنزول المخلوقين لوازم مختصة بهم، وهي النقص والاحتياج والافتقار. أما نزول الله فهو نزول يليق بجلاله وكماله.
جاء عن أحد السلف وهو أبو جعفر الترمذي ـ رحمه الله ـ نظير قول الإمام مالك عندما سُئل عن الاستواء، فقد سأله رجل عن النزول، فقال له: النزول كيف يكون، يبقى فوقه علو؟ فقال:"النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"1.
وهذا مما يؤكد لنا أنَّ قول الإمام مالك ـ رحمه الله ـ هو بمثابة القاعدة، تطبق في جميع الصفات، وليس مختصاً بالاستواء.
قال الذهبي ـ تعليقاً على هذا الأثر ـ:"صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه؛ إذ السؤال عن النزول ما هو: عيٌّ؛ لأنَّه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة، وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والاستواء عبارات جليلة واضحة للسامع، فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء، فالصفة تابعة