تأويل كلِّ متأول، ويدحضان حجة كلِّ مبطل.
ثم لما ذكر الأحاديث السابقة: حديث أبي هريرة من طريقين وحديث رفاعة، أشار إلى ما يؤكد المعنى الذي سبق أن أشار إليه في صدر كلامه عن هذه الصفة، وهو أنَّ الحديث متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأورد أسماء جماعة من الصحابة ممن رووا هذا الحديث، فقال:
" وروى حديث النزول: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وجبير بن مطعم، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وعمرو بن عبسة، وأبو الدرداء، وعثمان بن أبي العاص، ومعاذ بن جبل، وأم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلق سواهم "
وممن جمع أحاديث النزول: الدارقطني في كتاب " النزول "، وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية أورد جملة من هذه الأحاديث في كتابه: " شرح حديث النزول ".
وقال الإمام اللالكائي:"رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم عشرون نفساً"1، وذكر جملة منهم. وقال ابن القيم:"رواه ـ أي حديث النزول ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ثمانية وعشرين نفساً"، ثم ساق أحاديثهم 2.
ثم لما أورد المصنف ـ رحمه الله ـ النصوص قرر العقيدة التي يعتقدها أهل السنة بناء على هذه الأحاديث، فقال: " ونحن مؤمنون بذلك مصدقون، من غير أن نصف له كيفية، أو نشبهه بنزول المخلوقين "
" نحن ": أي أهل السنة، المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
" مؤمنون بذلك مصدقون " أي: مقرون بأنَّ الله ينزل إلى سماء الدنيا،