للنزول عندما يضاف إلى الرب سبحانه، فإنَّ ما يضاف إلى الرب تبارك وتعالى يخصه ويليق بجلاله وكماله، وما يضاف إلى المخلوق يخصه ويليق بضعفه ونقصه كما سبق تقريره.
وإثبات أهل السنة للنزول ـ وسائر الصفات ـ إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف؛ فإنَّه لم يأت في النصوص ذكر كيفية صفات الله تبارك وتعالى، وإنما جاء فيها الإخبار عنه سبحانه بذكر صفاته ونعوت كماله؛ فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الله تبارك وتعالى ينزل، ولم يخبرنا كيف ينزل. فلا سبيل إلى الخوض في معرفة كيفية صفاته، بل الواجب قطع الطمع عن إدراكها، ومن خاض في طلب معرفتها فقد خاض في أمر لا سبيل إلى نيله وتحصيله.
ولما ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ أنَّ الأحاديث في هذه الصفة صحيحة متواترة، بيَّن موقف المسلم صاحب السنة من هذه النصوص، فقال:
" فيجب الإيمان به والتسليم له " هذا هو الموقف، يجب على المسلم أن يؤمن بنزول الله إلى السماء الدنيا؛ لثبوته في الأحاديث الصحيحة المتواترة، وأن يتلقاه بالقبول والتسليم.
" وترك الاعتراض عليه " أي: وأن لا يقابل ذلك بالانتقاد والاعتراض، إذ كيف يليق بمسلم أن ينتقد أو يعترض على ما ثبت عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
" وإمراره من غير تكييف، ولا تمثيل، ولا تأويل، ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول "
هذه هي المحترزات التي سبقت الإشارة إليها، والتي يجب على المسلم أن يحترز منها عند إثباته الصفات لله تبارك وتعالى، وأن يحذر تمام الحذر من