" وتواترت الأخبار، وصحت الآثار بأن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا "
شرع المؤلف ـ رحمه الله ـ هنا في الكلام على صفة النزول، وهي صفة فعلية من صفات الله جل وعلا متعلقة بمشيئته سبحانه، دل عليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نص غير واحد من أهل العلم، منهم ابن عبد البر 1، وشيخ الإسلام ابن تيمية 2، وابن القيم 3، والذهبي"4 على أنَّ هذا الحديث متواتر.
وممن نصَّ على تواتره أيضاً الإمام الحافظ عبد الغني المقدسي، حيث صدَّر كلامه على هذه الصفة بقوله: " وتواترت الأخبار " فهو ممن قرر أن حديث النزول حديث متواتر، وأكده في نهاية كلامه على هذه الصفة، حيث أورد جمعاً من الصحابة ممن رووا هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والنزول عند أهل السنة والجماعة حق، والقول فيه كالقول في سائر الصفات، فهم يقولون: إنَّ الرب سبحانه وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا كما أخبر بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، ولا يخوضون في نزوله بتكييف أو تمثيل أو تعطيل، بل يثبتون لله نزولاً حقيقياً يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه، لا يشبه نزول المخلوقين.
وما يلزم في نزول المخلوق من النقص والحاجة والافتقار ليس بلازم