في خلافته ولا فهم عنه ذلك عبد الله بن عمر، ولذلك قال له: كان أبي إذا أشكل عليه أمر سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فهذا يدل على أن ذلك كان في حياته، ولو أراد بذلك الخلافة لقال له: إن أبي كان خليفة ليس فوقه متعقّب عليه، فكيف يحتجّ به في ولاية متعقّب متوقّف.
رضي الله تعالى عنه: في «الاستيعاب» (1100) بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى اليمن وهو شاب ليقضي بينهم فقال: يا رسول الله إني لا أدري ما القضاء، فضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلم صدره وقال:
اللهم اهد قلبه وسدد لسانه، قال عليّ: فو الله ما شككت بعدها في قضاء بين اثنين.
وروى أبو داود (2: 270) رحمه الله تعالى عن عليّ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا وأنا حدث السنّ ولا علم لي بالقضاء، فقال:
إن الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضينّ حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء.
قال: فما زلت قاضيا أو ما شككت في قضاء بعد.
وقال أبو عمر في «الاستيعاب» (1102) قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم في أصحابه رضوان الله تعالى عليهم: أقضاهم علي بن أبي طالب.
وروي أن المغيرة حلف بالله ما أخطأ عليّ في قضاء قط.
رضي الله تعالى عنه: في «الاستيعاب» (1403) بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلم قاضيا إلى الجند من اليمن يعلّم الناس القرآن وشرائع الإسلام، ويقضي بينهم، وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وذلك عام فتح مكة. انتهى.
قلت: وكان فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، لم يختلف في ذلك.
وروى أبو داود (2: 272) رحمه الله تعالى عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ