الدوري (3/ 142).
قال أحمد: حدثنا وكيع، قال: حدثنا فضيل - يعني ابن عياض -، عن عُبيد - يعني المكتب - قال: رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهد.
فهذا نص يفيد برواية أصحاب مجاهد عنه التفسير، وهو يخالف ما ذكره القطان، وابن عيينة من أنه لم يسمع التفسير إلا القاسم.
خاصة وأن ابن معين لما سئل عن قول ابن عيينة بأن ابن أبي نجيح لم يسمعه من مجاهد؟ قال: (هكذا قال سفيان). وفي «سؤالات ابن الجنيد لابن معين» لما سئل عن قول القطان قال: (كذا قال ابن عيينة، ولا أدري أحق ذلك أم باطل؟! زعم سفيان بن عيينة أن مجاهداً كتبه للقاسم بن أبي بزة، ولم يسمعه من مجاهد أحدٌ غير القاسم. ثم قال ابن معين: ولا ندري ما هذا).
وقال قال الإمام أحمد كما في «مسائل صالح للإمام أحمد» (1215): (ليس أحد أروى عن مجاهد من منصور، إلا ابن أبي نجيح).
فيحتمل أن مجاهداً أملى التفسير على طلابه، ولم يتلقه كاملاً إلا القاسم، والبقية رووا بعضه، وهذا القول يجمع قول مَنْ نفى، وقول من رجح روايته كما في تصحيح الثوري تفسير ابن أبي نجيح، وقول ابن معين، وتوقُّفِه مِنْ رأي القطان وابن عيينة، واحتجاج البخاري في «صحيحه» بروايته التفسير عن مجاهد.
قال الذهبي في «السير»: وعن بعضهم قال: لم يسمع ابن أبي نجيح كلَّ التفسير من
مجاهد. قال الذهبي: هو من أخص الناس بمجاهد.
وقال: قال علي أما التفسير فهو فيه ثقة يعلمه. قد قفز القنطرة واحتج به أرباب الصحاح.
وفي «الميزان» نقل عبارة القطان وهي [لم يسمع التفسير كله من مجاهد، بل كله عن القاسم بن أبي بزة] ومثله في «المغني».