الثاني: التدليس.
قال ابن حجر في «تعريف أهل التقديس»: (أكثر عن مجاهد، وكان يدلس عنه، وصفه بذلك النسائي)، وأورده في المرتبة الثالثة وهم: الذين أكثروا من التدليس، فلم يحتج الأئمة من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع.
قلت: أما ما ذكر من تدليسه، فهو خاص في روايته التفسير فقط عن مجاهد في قول الأكثر، وبيان ذلك:
قال يحيى القطان: (لم يسمع ابن أبي نجيح من مجاهد التفسير، كله يدور على القاسم بن أبي بزة) (?)، وقال ابن عيينة: تفسير مجاهد لم يسمعه إنسان إلا القاسم بن أبي بزَّة.
وقال ابن حبان: (ما سمع التفسير من مجاهد أحدٌ غير القاسم بن أبي بزة، نظر الحكم بن عتيبة، وليث بن أبي سُليم، وأبي نجيح، وابن جُريج، وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه، ثم دلسوه عن مجاهد).
وكذا أنكر ابن المديني سماع ابن أبي نجيح التفسير عن مجاهد.
وقد صحح الثوري حديثه كما في «الجرح والتعديل»، وألمح إلى تصحيحه ابن معين لما سئل عن تفسير ورقاء أحب إليك أم تفسير شيبان عن قتادة؟ قال: تفسير ورقاء؛ لأنه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ومجاهد أحب إليّ من قتادة.
وقد احتج البخاري في «صحيحه» بحديث ابن أبي نجيح، عن مجاهد، يُنظر: الحديث رقم (4531) ورقم (4279) و (4474).
وقد جاء في «العلل» للإمام أحمد رواية عبد الله (1/ 218) و «تاريخ ابن معين» رواية