وقال ابن حبان: [منكر الحديث جداً، يروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات، وعنده المناكير الكثيرة عن أقوام مشاهير أئمة، وكان في نفسه صدوقاً .... وإنما وقع المناكير في حديثه من قِبَل جار له رجل سوء، سمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبين عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح، ويطرح في داره، في وسط كتبه، فيجده عبد الله، فيحدث به، فيتوهم أنه خطه وسماعه، فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره].
وذكر أبو زرعة وأبو حاتم قصة جارعبد الله بن صالح، ووضعه الحديث، وسمياه: خالد بن نجيح.
قال أبو حاتم: (أخرج أحاديث في آخر عُمره، أنكروها عليه، نرى أنها مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه، وكان سليم الناحية، لم يكن وزن أبي صالح الكذب، كان رجلاً صالحاً).
قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال الخليلي: كاتب الليث كبير، لم يتفقوا عليه؛ لأحاديث رواها يُخالف فيها، كما تُكُلِّم في روايته عن ابن أبي ذئب.
قال الذهبي في «الميزان»: [صاحب حديث، وعلم مكثر، وله مناكير ... ثم ذكر كلام الأئمة ثم قال: وقد روى عنه البخاري في «الصحيح» على الصحيح، ولكنه يدلسه، فيقول: حدثنا عبد الله، ولا ينسبه، وهو هو، نعم عَلَّق البخاري حديثاً فقال فيه: قال الليث بن سعد، حدثني جعفر بن ربيعة، ثم قال في آخر الحديث: حدثني عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، فذكره، ولكن هذا عند ابن حَمَّويه السرخسي دون صاحبيه، وفي الجملة ما هو بدون نعيم بن حماد، ولا إسماعيل بن أبي أويس، ولا سويد بن سعيد، وحديثهم في «الصحيحين»، ولكل منهم مناكير تُغتفر في كثرة ما روى، وبعضها منكر واهٍ، وبعضها غريب محتمل ... ].