قال العراقي: أخرجاه من حديث ابن عباس قلت لفظ البخاري في أول كتابه حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري وحدثنا بشر ابن محمد أخبرنا عبد الله قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله أجود الخير من الريح المرسلة هكذا أخرجه البخاري في أربعة مواضع من الصحيح في باب الوحي وفي صفة النبي - صلّى الله عليه وسلم - وفي فضائل القرآن وبدء الخلق وأخرجه مسلم في الفضائل النبوية.
قال العراقي: رواه أحمد وابن حبان والحاكم من حديث أبي ذر ولأبي داود والحاكم وصححه من حديث أبي هريرة أي الصدقة أفضل قال جهد المقل اهـ.
قلت: وعند الطبراني من حديث أبي أمامة أفضل الصدقة سر إلى فقير وجهد من مقل وعند ابن أبي حاتم وابن المنذر من حديثه قال.
قلت: يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد مقل أو سر إلى فقير ثم تلا إن تبدو الصدقات فنعما هي الآية وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه أبو داود في كتاب الزكاة وسكت عليه وأقره المنذري وأخرجه الحاكم فيها وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي ولفظه أفضل الصدقات جهد المقل وأبدأ بمن تعول ومعنى جهد المقل أن يكون بذله من فقر وقلة لأنه يكون بجهد ومشقة لقلة ماله وهو شديد صعب على من حاله الإقلال ومن ثم قال بشر أشد الأعمال ثلاثة الجود في القلة والورع في الخلوة وكلمة حق عند من يخاف ويرجى ومما يؤيد جهد المقل ما رواه البزار والطبراني عن عمار بن يسار ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان الإنفاق من الإقتار وبذل السلام والإنصاف من نفسك.
608 - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - إن العبد ليعمل عملاً في السر فيكتبه الله له