حركة تمكن فلا يلحقها فتور، وخلقت الكواكب حيث لا بطن حوت ولا شرطين أي في الفصل المشترك بينهما وهو الاعتدال الربيعيّ؛ وقال «بلبهدر» المفسّر:
إنّ جميع العالم معلّق بقطبين ومتحرّك باستدارة تبتدىء «1» من «كلب» «2» وتنتهي إلى كلب «2» فلا يجوز أن يقال في العالم بسبب اتصال حركته: إنه لا أوّل له ولا آخر؛ وقال «برهمكوبت» : الموضع الذي لا عرض له وهو المقسوم بستّين كهريا هو أفق لمن في «ميرو» ويكون الشرق فيه غربا ووراء هذا الموضع في الجنوب «بروامخ» والبحر يحيط به، فإذا دارت الأفلاك والكواكب صار معدّل النهار أفقا مشتركا للملائكة ولديت يرونه معا، واختلفت جهة الحركة بينهم فما رآه الملائكة منها متيامنا رآه «ديت» متياسرا وبالعكس على مثال من كان بيمناه شيء فإنّه إذا نظر في الماء رآه في يسراه، وسبب هذه الحركة المستوية التي لا تزيد ولا تنقص هي ريح وليست بالريح المشاهدة عندنا فإنّ هذه تسكن وتهتاج وتختلف وتلك لا تسكن؛ وقال أيضا في موضع آخر: والريح تدير جميع الكواكب الثابتة والسيّارة نحو المغرب دورة واحدة، والسيّارة تتحرّك نحو المشرق حركة يسيرة على مثال ذرّة تتحرّك على دوّارة الخزّاف في خلاف جهة التحريك فإنّ الذي يرى من حركتها هو التحريك ولا يحسّ بحركتها الذاتيّة، وهذا قول أجمع عليه «لات» و «آرجبهد» و «بسشت» إلّا قوما رأوا الحركة للأرض والسكون للسماء، فأمّا الحركة التي يعتبرها الناس من المشرق إلى المغرب فإنّ الملائكة يرونها من اليسار الى اليمين وديت من اليمين إلى اليسار. فهذا ما طالعته من كتبهم فيها، فأمّا الريح التي يشيرون إليها في التحريك فما أظنّها إلّا للتقريب من الافهام فإنّها مشاهدة في تحريك الآلات ذوات الأجنحة والديدانجات إذا هبّت عليها، وإذ كانت الاشارة إلى المحرّك الأوّل عادوا في نفي التشبيه عنها بالريح الطبيعيّة التي تختلف باختلاف