أمّا عند المنجّمين منهم فالأمر كما نذهب إليه نحن في أكثر الأمر، ونحن نحكي أوّلا أقاويلهم فيه وإن كان ما وجدناه من ذلك نزرا جدّا، قال «بلس» :
الريح تدير فلك الكواكب الثابتة ويحفظه القبطان وحركته التي إلى المغرب يراها سكّان جبل «ميرو» من اليسار الى اليمين ويراها سكّان «بروامخ» من اليمين إلى اليسار، وقال في موضع آخر: إن سأل سائل عن جهة حركة الكواكب معما يراه من طلوعها من المشرق ودورانها نحو المغرب إلى أن تغيب، فليعلم أنّ الحركة التي نراها لها نحو المغرب مختلفة الوجهة بحسب إدراك أهل المساكن إيّاها فسكّان جبل «ميرو» يرونها من اليسار إلى اليمين وأهل جزيرة «بروامخ» يجدونها بعكس ذلك من اليمين إلى اليسار وسكّان خطّ الاستواء نحو المغرب فقط ومن فيما بين هذه المواضع منحطّة بحسب عروض المساكن، وهي في الجملة صادرة عن الريح التي تدير الأفلاك حتى تلزم الكواكب وغيرها طلوعا من المشرق وغروبا في المغرب بالعرض وأمّا بالذات فإنّ حركاتها نحو المشرق، وهذه الحركة هي التي تكون من الشّرطين نحو البطين فإنّ البطين عن الشرطين في جهة المشرق، فإن لم يعرف السائل منازل القمر وعجز عن قياس الحركة الشرقيّة عليها فليتأمّل القمر نفسه في تباعده عن الشمس أوّلا فأوّلا ثمّ اقترابه منها كذلك إلى أن يجامعها ليتصوّر من ذلك حركته الثانية؛ وقال «برهمكوبت» : إنّ الفلك خلق متحرّكا على قطبين بأسرع