أسبابها فإنّها وإن كانت محرّكة للأشياء فليست من ذاتها ولا بغير مماسّة لأنّها جسم ولها حوافز من خارج تكون حركتها بحسب حفزها إيّاها، ونفيهم السكون عنها إشارة منهم إلى دوام التحريك لا إلى السكون والحركة اللذين يكونان للجسم، وكذلك نفي الفتور عنها دلالة على تبرّئها عن الأحوال المختلفة فإنّ الفتور واللغوب لا يكون إلّا للمركّب من المتضادّات في الكيفيّة، وأمّا حفظ القطبين لفلك الثوابت فمعناه على النظام لا عن أن يسقط، وكان حكى عن بعض قدماء اليونانيّين أنّه رأى في المجرّة أنّها كانت في بعض الأزمنة طريقة للشمس ثمّ انتقلت عنها، وهذا هو زوال الحركات عن النظام الجائز أن يضاف إلى حفظ الأقطاب؛ وأمّا قول «بلبهدر» في تناهي الحركة فمعناه أنّ الخارج إلى الوجود الواقع تحت العدد لا محالة متناه «1» من جهة مبدئه لأنّ العدد كائن من تراكيب الواحد وتضاعيفه وهو يتقدّمها لا محالة، ومن جهة الموجود منه في الآن من الزمان، وذلك ضرورة فإن كانت الأيّام والليالي متزايدة العدّة بدوام الكون فلها أوّل منها ابتدأت، وإن جحد جاحد وجودها في الفلك فزعم أنّ النهار والليل كائنان بالاضافة إلى الأرض وسكّانها وأنّها إذا رفعت عن وسط العالم وهما ارتفع الليل والنهار بارتفاعهما وزال التعديد عن المركّبات من مجموعاتهما وهي الأيّام عدل بلبهدر عن الاستدلال بموجب الحركة الأولى إلى موجب الثانية وهو أدوار الكواكب فإنّها بحسب الفلك دون الأرض وعبّر عنها بكلب «2» لأنّه الجامع لها والذي يبتدئ جميعها من أوّله، وأمّا قول «برهمكوبت» في معدّل النهار: إنّه المقسوم بستّين، فهو بمنزلة قول قائل لو كان من أصحابنا: إنّه المقسوم بأربعة وعشرين، وذلك أنّه الكائل للأزمنة والعادّ لها ودوره مشتمل على أربع وعشرين ساعة كما يشتمل عند الهند على ستّين كهريا ولهذا حسبوا مطالع البروج بالكهريات دون أزمان معدّل النهار؛ وأمّا قوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015