ويتضمّخون في الأعياد بالأحثاء بدل العطر، ويلبس ذكورهم ملابس النساء من الصبغات والشنوف والأسورة وخواتيم الذهب في البناصر وفي أصابع الأرجل، ويترحمون على المأبون والمخنّث منهم ويسمّى «بشندل» يلتقم الأير بفمه ويستفرغ المني ويبلعه، ويتوجّهون نحو الحائط في الغائط ويكشفون السّوءة نحو المار، ويعبدون «لنك» وهو صورة أير «مهاديو» ويركبون بغير سرج وإن أسرجوا ركبوا عن يمين الدابّة ويحبّون الارداف في المسير، ويشدّون «الكتارة» وهي الخنجر في أوساطهم من الجانب الأيمن ويستشيرون النساء في الآراء والعوارض، ويحسنون وقت الولادة إلى الرجال دون النساء، ويفضّلون أصغر الابنين وخاصّة في مشارق أرضهم زاعمين انّ كون أكبرهما عن شهوة غالبة والأصغر عن قصد وفكرة وتؤدة ويأخذون اليد في المصافحة، من جهة ظهر الكفّ، ولا يستأذنون للدخول في البيوت ثمّ لا يخرجون من غير استئذان، ويتربّعون في المجالس ويبزقون بالنّخاعة غير محتشمين الكبراء ويقصعون القمل بين أيديهم، ويتيمّنون بالضّرطة ويتشاءمون بالعطاس، ويستقذرون الحائك ويستنظفون الحجّام وقاتل المستميتة منهم بالأجرة إغراقا وإحراقا، ويسوّدون الواح المكاتب للصبيان ويكتبون في طولها دون عرضها بالبياض ومن اليسار نحو اليمين كأنّ القائل عناهم بقوله شعر:

وكاتب قرطاسه من حممه «1» ... يكتب فيه بالبياض قلمه

يكتب في ليل نهارا ساطعا ... يسديه إلّا أنّه لا يلحمه

ويكتبون اسم الكتاب في آخره ومختتمه دون أوّله ومفتتحه، ويعظّمون الأسماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015